بدأ الإهتمام بالبحث العلمي منذ بداية القرن العشرين في مجالات الحياة المختلفة، وخصوصاً في مجالات المعرفة الإدارية والإقتصادية والإجتماعية. ولكن هذا الإهتمام بدأ يأخذ شكلا جديداً ومتميزاً منذ بداية القرن الحادي والعشرين وهو إدخال المعرفة العلمية البحثية المدروسة، وإدخال التقنيات الحديثة مثل برامج الحاسب الإلكتروني والمتوفرة الآن وبشكل أوسع وأكثر إستخداماً وأكثر قوة.
لذلك فإن الحاجة لكتب ومراجع جديدة في البحث العلمي ومنهجيته وأساليبه وطرقه وتطبيقاته، وفي مختلف العلوم، أصبح ملحاً وضرورياً وبالأخص بعد إتجاه مختلف الحكومات والدوائر والمؤسسات العامة والخاصة، وكذلك الأفراد من أساتذة وطلبة وباحثين لتشجيع البحث العلمي ورعايته والتركيز على الإهتمام بأساليب البحث العلمي في الدراسة والبحث وتحليل البيانات وحل المشاكل التي تواجهها هذه المؤسسات.
إن دراسة منهجية البحث العلمي لطلبة المعاهد والجامعات تقصد به قضية علمية ومنهجية، ولها أولوية أساسية لأي دراسة كانت إذ تكون عوناً للطالب في كتابة التقارير والمقالات والبحوث كما تمكن الطالب من الإعتماد على نفسه في الوصول إلى معلومات من مصادر متعددة فضلا على الإحاطة بالمنهج العلمي وخطواته في التحليل والدراسة والبحث وقد أدرجت دراسة مادة منهجية البحث العلمي في المعاهد والمدارس التعليم العالي وهذا بموجب قرارات إصلاح الجامعة ومحتويات التكوين الصادرة عام 1985 من خلال دراستنا لهذه المادة العلمية فإننا سوف نتطرق إلى دراسة الجانب الشكلي والموضوعي والذي سيتم تناول فيه مناهج البحث العلمي الأساسية؛ بالإضافة إلى الجانب الشكلي وعلمي ؛ كما نتعرف على الكيفيات والطرق والأساليب والتوجيهات العلمية والفنية اللازمة للباحث لإنجاز أعماله وأبحاثه العلمية والفنية.
تعتبر منهجية البحث العلمي نظام معرفي عملي ، يهدف منه الحصول على المعرفة بطريقة منظمة ، متسلسلة ، و مجردة ، في شكل تفسيرات قابلة للاختبار ، و التي يمكن للعلماء استخدامها للتنبؤ بنتائج التجارب المستقبلية ، و يتيح لهم اكتساب فهم أفضل للموضوع قيد الدراسة ، و هذا انطلاقا من أن البحث العلمي هو النظام الذي يستخدمه العلماء لاستكشاف المعلومات وتكوين الفرضيات واختبارها وتطوير نظريات جديدة وتأكيد النتائج السابقة أو رفضها بالرغم من اختلاف الأساليب المستخدمة في العلوم المختلفة ، كما تعتبر عملية اعداد البحث العلمي الخطوة الثانية بعد البحث من خلال مجموعة من القواعد المنظمة لعملية البحث العلمي و كذا أدواته (عمروش ، 2023/2024).
وتكمن أهمية البحث في قيمته العلمية وما يمكن أن يظهر من حقائق يمكن الإستفادة منها، وتتوقف أيضاً على ما يمكن أن يحققه البحث من منافع للعلم وللباحثين وللقراء من الناحية العلمية وإثارته لآفاق جديدة من ناحية، ومن ناحية أخرى ما يمكن أن يحققه من فائدة للمجتمع ومؤسسات الدولة من الناحيتين العلمية وتطبيقية. و على هذا الأساس نطرح الإشكالية التالية : ما المقصود بمنهجية البحث العلمي ؟ و كيف ساهمت في تطوير التفكير، المعرفة العلمية و البحث العلمي ؟